يُعدّ الروماتيزيوم في العظام من الأمراض الصحية التي تؤرق الكثيرين، إذ يسبب لهم آلامًا مزمنة وصعوبات تؤثر في قدرتهم على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.
ورُغم أننا كثيرًا ما نسمع مصطلح روماتيزيوم العظام، لا نعرف معناه بالضبط، لذا خصصنا هذه المقالة للحديث عن ماهية مرض الروماتيزم وأعراضه وأسبابه، وكذلك وسائل العلاج الفعّالة.
ما هو الروماتيزيوم في العظام؟
يُعرّف مرض الروماتيزيوم -التهاب المفاصل الروماتويدي- بأنه التهاب يُصيب المفاصل والأنسجة المحيطة بها، وقد يمتد إلى العظام في الحالات المتقدمة، وهو يختلف عن الالتهابات الأخرى في كوّنه مرضًا مناعيًّا ذاتيًا، مما يعني أنه يحدث نتيجة مهاجمة خلايا الجهاز المناعي لأنسجة الجسم السليمة.
ويُسبب هذا المرض تآكل العظام وتلف الغضاريف، مما يؤدي إلى الشعور بآلام حادة ومزمنة، ويُصاحب هذه الآلام أعراضًا أخرى نوضحها لكم خلال السطور القادمة.
أعراض مرض روماتيزيوم العظام
يظهر على المصابين بمرض الروماتيزيوم في العظام مجموعة متنوعة من الأعراض التي تختلف في حدتها حسب شدة الحالة، وعامةً تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- مُعاناة آلام مستمرة في المفاصل وغالبًا ما تتركز في اليدين أو المعصمين أو الركبتين أو القدمين.
- تيبّس المفاصل، وهو يظهر تحديدًا في الصباح، وعادةً يستمر لعدة ساعات.
- التورّم الذي ينتج عن التهاب الأنسجة المحيطة بالمفاصل.
- الشعور بالإرهاق، وغالبًا ما يُرافقه فقدان في الشهية وانخفاض في الوزن غير مبرر.
- تآكل العظام، إذ يؤدي الروماتيزيوم في الحالات المتقدمة إلى هشاشة العظام.
تعرف الى كسور العظام وعلاجها
أسباب الروماتيزيوم في العظام
وضحنا سابقًا أن الروماتيزم ينتج في الأساس عن مهاجمة خلايا الجهاز المناعي لأنسجة الجسم السليمة، فما الذي يؤدي إلى ذلك من البداية؟!
العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالروماتيزيوم قد يكون مؤشرًا قويًا على احتمالية إصابة الأبناء به، وذلك لأن الجينات المرتبطة بوظائف الجهاز المناعي قد تحتوي على طفرات تُسبب استجابة مناعية غير طبيعية.
وهذه الطفرات تجعل الجهاز المناعي يخلط بين الأنسجة السليمة والأجسام الغريبة، مما يؤدي إلى مهاجمة تلك الأنسجة السليمة باعتبارها تهديدًا لصحة أعضاء الجسم.
العوامل البيئية
التعرض المستمر للملوثات، مثل التدخين والمواد الكيميائية يؤدي إلى تغيرات في الخلايا المناعية، مما يسبب اضطرابًا في وظائفها ويُحفزها على استهداف الأنسجة السليمة بالخطأ.
الاضطرابات الهرمونية
التغيرات في مستويات بعض الهرمونات، مثل الإستروجين تؤثر في وظائف الخلايا المناعية، خاصةً عند النساء.
وتُضعف تلك التغيرات آليات عمل الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى حدوث خلل به يجعله يهاجم الغضاريف والمفاصل.
العدوى الفيروسية أو البكتيرية
بعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين بار -الهربس-، أو أنواع البكتيريا المعوية قد تحتوي على بروتينات شبيهة بالبروتينات الموجودة في الأنسجة السليمة، وبالتالي عند الإصابة بهذه العدوى، تُهاجم خلايا الجهاز المناعي الميكروبات، وكذلك الأنسجة السليمة نتيجة هذا التشابه.
إليك تفاصيل أمراض العظام
الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص الروماتيزيوم في العظام
يعتمد تشخيص مرض الروماتيزيوم على الفحص السريري الذي يبدأ خلاله الطبيب بتقييم الأعراض وشدتها، ومن ثمَّ يلجأ إلى:
- اختبارات الدم: تهدف إلى الكشف عن الأجسام المضادة التي تدل على الإصابة بمرض الروماتيزيوم، مثل العامل الروماتويدي (RF) ومضادات الببتيد السيترولي (anti-CCP).
- الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى التلف الحادث في العظام والمفاصل.
- تحليل السائل الزلالي الذي يتضمن فحص السائل المُحيط بالمفاصل للكشف عن الالتهاب.
وسائل علاج الروماتيزيوم في العظام
يعتمد علاج الروماتيزيوم على تقليل الالتهاب ومنع تفاقم الحالة، وتختلف وسائل علاجه تبعًا لشدة الأعراض التي يُسببها ومدى تأثيره في الحياة اليومية للمريض.
وعامةً تشمل وسائل العلاج ما يلي:
- الأدوية المضادة للالتهاب، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تُخفف حدة الألم والتورم.
- الأدوية المثبطة للمناعة حتى تقلل نشاط الجهاز المناعي وتحد من مهاجمته لأنسجة الجسم السليمة.
- العلاج الطبيعي يُعزز من مرونة المفاصل ويحسن القدرة الحركية.
- التدخل الجراحي الذي يُلجأ إليه في الحالات المتقدمة من أجل استبدال المفاصل التالفة بأخرى صناعية تُساعد على الحركة.
نصائح للوقاية من مرض الروماتيزيوم في العظام
تتطلب الوقاية من الروماتيزيوم اتباع نمط حياة صحي يحد من التعرض للعوامل المحفزة للمرض، ومن الممكن تحقيق ذلك عبر:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وتحسين معدل تدفق الدورة الدموية بالجسم.
- اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د؛ لتعزيز صحة العظام.
- الإقلاع عن التدخين؛ لأنه يزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
- أخذ فترات كافية من الراحة، إذ يؤدي الإجهاد المزمن إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يرفع احتمالية الإصابة بهذا المرض.
في النهاية..
الروماتيزيوم في العظام ليس مجرد حالة صحية عابرة، بل هو تحدٍ يتطلب تعاملًا دقيقًا للحفاظ على صحة العظام والمفاصل، وإذا كنت تُعاني عزيزي القاريء أيًا من الأعراض المذكورة سابقًا، فلا تتردد في زيارة الطبيب للخضوع للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب لحالتك سريعًا.
تعرف على المزيد من المواضيع حول: