تعد الإصابة بتمزق الرباط الصليبي الخلفي والأمامي من الإصابات الشائعة في الركبة، وهو عبارة عن نوعين من الأربطة في الركبة تصل بين عظام الساق وعظمة الفخذ، وتنتشر إصابات الرباط الصليبي بين الرياضيين، مثل لاعبي كرة القدم والسلة وألعاب الدفاع عن النفس، ولكن من الممكن إصابة غير الرياضيين أيضًا عن طريق التعرض لحوادث مثل التعثر.
في هذا المقال، سنتعرف على طرق علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة مع الدكتور محمد أبو العطا، أستاذ في جراحة العظام ومناظير المفاصل وعلاج إصابات الملاعب.
درجات تمزق الرباط الصليبي
لتحديد ما إذا كان المُصاب سيخضع لعلاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة أو العلاج الجراحي، يتعرف الطبيب على درجة التمزق أولًا، ويمكن تقسيمها لثلاث درجات:
- الدرجة الأولى: تمدد الرباط الصليبي ولكنه ما زال يقوم بوظيفته، وهي درجة خفيفة.
- الدرجة الثانية: تمدد الرباط الصليبي وارتخائه، أو بمعنى آخر الإصابة بتمزق جزئي في الرباط الصليبي.
- الدرجة الثالثة: تمزق الرباط الصليبي كليًّا، وهي درجة الإصابة الأشد خطورة.
هل علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة هو الخيار الأمثل؟
يتسلل القلق إلى نفوس مصابي تمزق الصليبي بشأن الخضوع للعملية الجراحية وتزداد تساؤلاتهم عن إمكانية علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة، ويؤكد الدكتور محمد أبو العطا وجود العديد من العوامل التي يعتمد عليها العلاج بصفة عامة وتتضمن ما يلي:
- عمر الشخص المُصاب: يعد عمر الشخص المُصاب من العوامل الهامة لتحديد نوع العلاج، ومع ذلك لا يعد العامل الوحيد لذلك.
- الحالة الصحية العامة: يناقش الطبيب الشخص المُصاب لمعرفة تاريخه المرضي والدوائي.
- ممارسة الرياضة ونمط الحياة: يسأل الطبيب الشخص المصاب عن طبيعة ممارسته للرياضة، وهل هو رياضي محترف أم يمارس الرياضة في أوقات الفراغ فقط، أم أنه غير رياضي على الإطلاق؟
ويشير الدكتور محمد أبو العطا إلى ارتفاع احتمالية علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة لغير الرياضيين، أو من يمارسون قدرًا بسيطًا منها فقط، أو من لا يتطلعون لتحقيق إنجازات رياضية كبيرة، والذين تتخطى أعمارهم سن الأربعين أو الخمسين عامًا، أو الذين يعانون زيادة الوزن المفرطة.
- شدة الأعراض: قد تشير الأعراض الشديدة إلى ضرورة الخضوع للجراحة مثل عملية الرباط الصليبي الامامي بالمنظار لتجنب حدوث مضاعفات أخرى في الركبة، مثل قطع الغضروف الهلالي.
- نوع التمزق وشدته: يوضح الدكتور محمد أبو العطا أهمية خضوع مصابي التمزق الكلي للعملية الجراحية، بينما يعتمد علاج قطع الرباط الصليبي الجزئي على شدة القطع، فمن الممكن أن تكون نسبة التمزق أقل من 10%، أو قد تصل إلى ما يزيد عن 90%، وفي تلك الحالة يرتفع خطر عدم التئامه، ومن ثم عدم ثبات الركبة.
ما طرق علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة؟
ينبغي أن تبدأ رحلة علاج الرباط الداخلي للركبة أو الأربطة الصليبية فورًا بعد التعرض للإصابة عن طريق الإسعافات الأولية يتبعها العلاجات التحفظية والعلاج الطبيعي.
وفيما يلي الأساليب المتبعة عند علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة:
تقنية R.I.C.E
يجب على الشخص المُصاب اتباع إرشادات الإسعافات الأولية بمجرد التعرض للإصابة بطريقة تسمى “R.I.C.E” وهو اختصار يتضمن الحرف الأول من كل خطوة مُتبعة كما يلي:
- الراحة Rest: ينبغي حصول المُصاب على قسط كافٍ من الراحة وعدم تحريك الركبة.
- استخدام كمادات الثلج Ice: يُنصح بوضع الكمادات المثلجة على موضع الإصابة كل ساعتين، ولمدة 20 دقيقة على الأقل.
- الضغط Compression: ارتداء الرباط الضاغط على الركبة.
- رفع الجزء المُصاب Elevation: الاستلقاء على الظهر ورفع الركبة لأعلى عن طريق وضعها على وسادة.
العلاجات التحفظية
- قد ينصح الطبيب بتناول الأدوية المسكنة للألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- ارتداء دعامات الركبة التي تعمل على الحد من حركة الركبة.
- الحد من بعض الأنشطة اليومية التي تتطلب ثني الركبة أو التفافها.
العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل
يتضمن العلاج الطبيعي ممارسة بعض التمارين التي تساعد المريض في استرجاع قدرته على تحريك الركبة واستعادة قوة العضلات والمدى الحركي الطبيعي للساق.
يُجرى هذا العلاج تحت إشراف المتخصصين لتحديد نوعية التمارين وكيفية أدائها لتجنب الشعور بالألم في أثناء ممارستها، وتُحدد مدته وعدد جلساته بناءًا على حالة المريض.
أسئلة شائعة
ما هي مدة علاج تمزق الرباط الصليبي بدون جراحة؟
تختلف مدة العلاج بين كل شخص وآخر، لأنها تعتمد على درجة التمزق وشدة الأعراض والصحة العامة للجسم وقدرته على الشفاء، ولكن بصفة عامة يستغرق الشفاء بضعة أشهر.
إليك المزيد: هل المصاب بالرباط الصليبي يستطيع المشي؟
هل يمكن الاكتفاء بالعلاج غير الجراحي؟
لا يمكننا التأكيد أن العلاج غير الجراحي هو الحل النهائي لعلاج تمزق الرباط الصليبي؛ فقد تفشل العلاجات التحفظية ويقترح الطبيب خضوعك للجراحة ويليها العلاج الطبيعي، ويعتمد ذلك على عدة عوامل أهمها درجة التمزق ودرجة عدم ثبات الركبة والإحساس بعدم الثبات وعدم القدرة على ممارسة النشاط الرياضي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يشدد الدكتور محمد أبو العطا على ضرورة تحديد موعد مع الطبيب المتخصص بعد الإصابة مباشرة؛ إذ ينبغي تقييم حالة الركبة ودرجة التمزق وتحديد الأسلوب العلاجي الأمثل.
هل تمزق الرباط الصليبي نهاية المطاف للرياضيين؟
يستغرق الشفاء من الرباط الصليبي -سواءً بعد العلاج الجراحي أو غير الجراحي- بضعة أشهر وقد يصل إلى عام كامل، وعادة ما يعود الرياضيون إلى مستوياتهم السابقة مجددًا بعد استعادة قوة العضلات والمدى الحركي الكامل للركبة -كما ذكرنا مُسبقًا-.
وفي النهاية، يؤكد الدكتور محمد أبو العطا على ضرورة الاستجابة لنصائح الطبيب؛ فهو على دراية تامة بأسرع الطرق التي تؤدي إلى الشفاء واستعادة القدرة على الحركة بصورة طبيعية.
تواصل معنا الآن للحصول على استشارتك من خلال أرقامنا الموضحة في الموقع الإلكتروني.