الصلاة هي أسمى العبادات للتقرب من الله، لكن يُعيق البعض عن أدائها بتركيز سماع صوت مزعج “طقطقة” يصدر من ركبتهم في أثناء السجود، وقد يتحول هذا الصوت إلى هاجس يؤرقهم ويشغل بالهم عن الصلاة، فما أسباب هذه الطقطقة؟
نتعرف معًا خلال مقالنا اليوم إلى أسباب وعلاج طقطقة الركبة عند السجود لأداء الصلاة بقلوب مطمئنة خاشعة ومفاصل سليمة.
ما أسباب طقطقة الركبة في الصلاة؟
قد يُلاحظ البعض في أثناء السجود صدور صوت فرقعة من مفصل الركبة، فمن أين يأتي هذا الصوت؟!
يوجد داخل تجويف مفصل الركبة سائل زيتي القوام يُسمى “السائل الزلالي”، عندما يتسرب هواء إلى هذا السائل ويتراكم داخله يتسبب في تكوّن فقاعات غاز تنفجر عند ثني المفصل وفرده مُحدثةً صوت الطقطقة، وهذه الحالة غير مؤلمة وغير خطيرة يشيع حدوثها بين ملايين الأشخاص من الشباب وكبار السن.
لكن أحيانًا قد يُصاحب صوت طقطقة الركبة في أثناء السجود ألمًا شديدًا، الأمر الذي يُشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج، مثل:
- هشاشة العظام التي تُسبب التهابًا في المفاصل نتيجة تآكل الغضاريف الموجودة بها مع مرور الوقت.
- تمزق الأربطة والغضاريف نتيجة التعرض لصدمة قوية في المفصل، بما في ذلك الرباط الصليبي الأمامي والغضروف الهلالي.
- متلازمة الألم الرضفي الفخذي وهي حالة تحدث نتيجة تآكل غضاريف مفصل الركبة بسبب الإفراط في تحريكه، وعادةً ما تُصيب هذه المتلازمة العدائيين.
- الخضوع لجراحة سابقة في مفصل الركبة نتج عنها آثارًا جانبية طويلة الأمد، بما في ذلك الطقطقة والألم.
هل طقطقة الركبة عند السجود خطيرة؟
“هل طقطقة الركبة خطيرة؟” سؤال يتردد في أذهان كثير من المُصليين فور سماعهم صوت طقطقة في أثناء السجود، وكما ذكرنا مُسبقًا أنها حالة طبيعية شائعة، لكن متى تدعو للقلق؟
تُشير طقطقة الركبة في أثناء السجود إلى مشكلة صحية كامنة تستدعي استشارة الطبيب إذا صاحبها الأعراض التالية:
- تورم الركبة واحمرارها.
- انحسار المدى الحركي للمفصل.
- مُعاناة ألم شديد مزمن في الركبة لا يخف حتى بتناول المسكنات.
- صعوبة في أداء أبسط المهام اليومية.
ما وسائل علاج طقطقة الركبة عند السجود؟
تختلف وسائل علاج طقطقة الركبة عند السجود باختلاف السبب الأساسي لهذه الطقطقة، لذا فإن التشخيص الدقيق من قِبَل الطبيب هو الخطوة الأولى والأهم لتحديد العلاج المناسب.
وعامةً، تتضمن وسائل علاج طقطقة الركبة عند السجود ما يلي:
العلاج غير الجراحي
في البداية، يتساءل المرضى عن علاج خشونة الركبة بدون جراحة وكذلك طقطقته، وعادةً ما ينصح الأطباء بأخذ قسط كافٍ من الراحة عند الشعور بألم بسيط يُصاحب طقطقة الركبة، إضافة إلى تطبيق كمادات الثلج مدة 20 دقيقة؛ لتخفيف الألم والتورم.
وإذا لم تتحسن حالة المريض بعد تطبيق العلاجات المنزلية السابقة، يُوصي الطبيب بالخضوع لإحدى الوسائل التالية:
- العلاج الطبيعي: يُعدّ من العلاجات الرئيسية لطقطقة الركبة، إذ يهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالمفصل ويزيد من مرونتها، ما يحد من الضغط عليه.
- الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف حدة الألم المُصاحب للطقطقة، بما في ذلك مُضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- الحَقن: تُحقن الركبة بالكورتيزون في حالات الطقطقة الناجمة عن احتكاك أجزاء المفصل ببعضها البعض، فهي تعمل على تزييتها وتحد من احتكاكها.
العلاج الجراحي
في حالات طقطقة الركبة الشديدة التي لا تستجيب للعلاج غير الجراحي، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة وإجراء عملية تغيير مفصل الركبة، ويختلف الإجراء الجراحي تبعًا لسبب الطقطقة كما يلي:
- إزالة الأجزاء التالفة من الغضروف الهلالي إذا كان السبب في الطقطقة.
- إصلاح تمزق الرباط الصليبي الأمامي.
- استبدال المفصل التالف بآخر صناعي في الحالات المتقدمة من تآكل المفصل.
وفي ختام حديثنا عن أسباب وطُرق علاج طقطقة الركبة عند السجود، نوصيك بألا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت تُعاني هذه المشكلة، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يساهمان في الحفاظ على صحة المفاصل ومنع تطور مشكلاتها نحو الأسوأ.
لا تدع طقطقة الركبة تمنعك عن الخشوع في صلاتك، احجز موعدك الآن مع الدكتور محمد أبو العطا -استشاري جراحات المفاصل وإصابات الملاعب- من خلال الاتصال على أرقام العيادة الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.