على عكس أمراض وإصابات الجسم المختلفة التي يسهل تحديد الطريقة المناسبة لعلاجها سواء عبر الأدوية أو حتى التدخل الجراحي، يختلف أطباء العظام في تحديد الوسيلة المناسبة لعلاج بعض الإصابات، خاصةً إصابات مفصل الكتف، فمنهم من يُرشح الأدوية كوسيلة مناسبة للعلاج، وآخرون ينصحون بالتدخل الجراحي العاجل.
في السطور التالية نوضح الحالات المرشحة لـ عملية تغيير مفصل الكتف، وطريقة إجراء العملية وأنواعها المختلفة.
متى يضطر الأطباء إلى إجراء عملية تغيير مفصل الكتف؟
تتعدد إصابات العظام التي تحتاج إلى تدخلات جراحية محدودة لعلاجها، مثل: عملية اوتار الكتف وعملية خلع الكتف بالمنظار، ولكنها ليست بخطورة التدخلات الجراحية المفتوحة، مثل: عملية تغيير مفصل الكتف.
لذا لا يُفضل الأطباء اللجوء إلى إجراء عملية تغيير مفصل الكتف إلا في حالات الضرورة القصوى والإصابات المتقدمة، ومنها:
- الإصابة بالتهابات المفاصل الحادة، وما يُصاحبها من تآكل وتلف للغضاريف التي تُغطي نهاية عظام المفصل وتُساعد على الحركة بسلاسة دون احتكاك.
- إصابات حادة وخطيرة أدت إلى تلف العضلات والأوتار المحيطة بمفصل الكتف والتي يُطلق عليها اسم “الكفة المدورة”، والتي قد تتسبب أحيانًا في تلف خلايا العظام، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى حاجة المُصاب إلى تغيير المفصل بالكامل.
- التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو نوع من التهابات العظام الناتجة عن فرط نشاط الجهاز المناعي ومهاجمته لخلايا العظام في أماكن متفرقة من الجسم مسببًا تلفها وتلف المفاصل والغضاريف المُحيطة بها.
- كسور العظام المتقدمة والتي لا تلتئم بالطرق العلاجية التقليدية كالجبيرة وغيرها.
لن تُجدي الوسائل العلاجية التقليدية -مثل: الرباط الطبي الضاغط والجبيرة الصناعية المُستخدمة في علاج تمزق وتر الكتف البسيط، أو حتى جراحة اوتار الكتف بالمنظار- في علاج التمزق المتطور في علاج الحالات السابقة، لذا يضطر الأطباء إلى التدخل الجراحي واستبدال عظام وغضاريف المفصل التالفة بأخرى صناعية.
طرق إجراء عملية تغيير مفصل الكتف
لا تُجرى عملية تغيير مفصل الكتف لجميع المرضى على نفس الشاكلة، بل تختلف من حالة لأخرى وفقًا لعدة أمور، وهي:
- طبيعة الإصابة أو المرض المؤثر على المفصل.
- حجم تضرر العظام والغضاريف الموجودة في مفصل الكتف.
- ويمكن تحديد نوعية الجراحة عن طريق الفحص الإكلينيكي والتصوير المقطعي للحصول على صورة واضحة للأنسجة المتضررة.
أنواع عمليات مفصل الكتف
عادةً ما يحتاج المُصابون الخضوع إلى واحدة من الجراحات التالية:
استبدال جزئي لمفصل الكتف
في حال أن كان حجم الأنسجة المتضررة بسيطًا ومقتصرًا على رأس عظمة العضد، فيمكن استبدالها بأخرى معدنية.
استبدال كامل لمفصل الكتف
للحالات المتقدمة التي تُعاني تلف العظام والغضاريف بالكامل، إذ يتم استبدال الرأس الكروي لعظمة العضد بالإضافة إلى تغيير عظام تجويف لوح الكتف التالفة واستخدام غرسات معدنية شبيهة بالشكل الطبيعي للعظام.
الاستبدال العكسي لمفصل الكتف
في حال إصابة الكفة المدورة بالكامل، يفضل جراحو العظام استبدال المفصل كاملًا، ولكن مع بعض التغييرات، وهي:
- وصل الرأس الكروي المعدني بلوح الكتف مباشرةً بدلًا من وصله بعظمة العضد.
- تثبيت قطعة معدنية على طرف عظمة العضد في موضع الاتصال مع الرأس الكروي المعدني.
ما بعد عملية تغيير مفصل الكتف: ماذا أتوقع بعد انتهاء الجراحة؟
بعد الجراحة يُنقل المريض إلى غرفة العناية (PACU)، حيث يهتم به طاقم التمريض وتُتابع علاماته الحيوية أولًا بأول حتى الإفاقة من المخدر والتأكد من نجاح الجراحة.
بعد استيقاظ المريض يخضع لفحص الأشعة السينية لرؤية المفصل الصناعي بعد زراعته والحصول على صورة واضحة للأنسجة والعظام بعد الجراحة.
يُنقل المريض بعد ذلك إلى غرفة عادية مع الإبقاء على كتفه المُصاب معلقًا لحمايته من الاصطدام بشيء ما.
متى يستعيد المُصاب قدرته على تحريك مفصل الكتف من جديد؟
بعد الاطمئنان على حالة المريض يسمح له الطبيب بمغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل مع الالتزام بالخضوع لجلسات العلاج الطبيعي.
يُسهم العلاج الطبيعي وأداء التمارين الرياضية في استعادة القدرة على تحريك عظام المفصل الصناعي.
يُساعد المعالج الفيزيائي مريضه في تعلم بعض التمارين الرياضية البسيطة التي يمكن إجراؤها بالمنزل من أجل مُساعدته على تحريك كتفه المُصاب دون ألم في أسرع وقت ممكن.
تعتمد نتائج جراحة تغيير مفصل الكتف بشكل كبير على الأداء الدقيق لجلسات العلاج الطبيعي، فمن خلال برنامج التمرين المنظم، سيتم شد العضلات المُحيطة بالكتف وتقويتها بشكل منهجي وتدريجي.
تعليمات فترة التعافي بعد الجراحة
من أجل الحصول على أفضل نتيجة ممكنة للجراحة وتوفير فرصة أكبر للعظام للالتحام مع بعضها البعض ومع المفصل المزروع، ينصح جراحو العظام بالآتي:
- الإقلاع عن التدخين لتحسين الدورة الدموية في الجسم.
- ضبط مستوى السكر وضغط الدم للوقاية من آثارهما السلبية على عملية التعافي.
- علاج الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وفقر الدم (الأنيميا).
- تناول الفيتامينات التي تُساهم في التئام الكسور، مثل فيتامين د وفيتامين ج.
- استخدام المكملات الغذائية الغنية بالمعادن اللازمة لالتئام الكسور، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والفوسفور.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتين.
- تخفيف الحمل على العضلات المحيطة بمفصل الكتف -إذا سمحت حالة المريض بذلك- لتحسين تدفق الدم لمنطقة الجراحة.
في حال شعوركم بآلام مستمرة في مفصل الكتف، ننصحكم باستشارة الدكتور محمد أبوالعطا -أستاذ جراحة العظام والمفاصل- والخضوع للفحص لتحديد سبب الإصابة والخضوع للوسيلة العلاجية المناسبة.