تُعد عملية تغيير مفصل الركبة علاجًا جذريًا لمن يعاني الدرجات المتقدمة من خشونة الركبة، وتمثل شبحًا كبيرًا لهؤلاء المرضى، ولكن هل هي كذلك حقًا؟
في هذا المقال، سنوضح أهم التفاصيل التي تحتاج إلى معرفتها عن عملية استبدال مفصل الركبة، بما في ذلك من خطواتها ودواعي اللجوء إليها، والأشخاص المرشحين لها، ومضاعفاتها، وإذا كنت مهتمًا فاقرأ السطور التالية.
ما هي عملية تغيير مفصل الركبة؟
يوضح الدكتور محمد أبو العطا -أستاذ في جراحة العظام ومناظير المفاصل وعلاج إصابات الملاعب- أن جراحة تغيير مفصل الركبة هي إعادة تهيئة لمفصل الركبة تتضمن استبدال الأجزاء التالفة من المفصل بأجزاء أخرى صناعية من السبائك الطبية.
وتعد هذه الجراحة خيارًا علاجيًا لمن يعاني الدرجات المتقدمة من خشونة المفاصل أو إصابات الركبة الشديدة، ولها عدة أنواع يُختار فيما بينها بناء على حالة المريض الصحية وهي:
- استبدال مفصل الركبة الجزئي: حيث يتم تغيير جانب واحد فقط من مفصل الركبة.
- استبدال مفصل الركبة الكلي: يتم تغيير جانبي المفصل، وفي بعض الأحيان يتم استبدال السطح الخلفي لعظمة الردفة أو صابونة الركبة، وترتفع نسبة نجاح عملية تغيير مفصل الركبة من هذا النوع مقارنةً بنظيرتها.
دواعي الخضوع لعملية تبديل مفصل الركبة
يشير الدكتور محمد أبو العطا إلى أن السبب الرئيسي لإجراء عملية تغيير مفصل الركبة للمرضى هو تلف سطح مفصل الركبة الغضروفي لدرجة متطورة تتسبب في الشعور بالألم الشديد عند تحريك المفصل في أثناء القيام بالأنشطة اليومية، مثل المشي أو صعود الدرج أو القيام بعد الجلوس، بل قد يعاني البعض آلامًا في أثناء الراحة أو النوم، ما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب ويؤثر سلبيًا في جودة الحياة الاجتماعية.
ومن أبرز الأسباب المؤدية لخشونة مفصل الركبة:
- خشونة المفاصل الأولية: تُعد السبب الرئيسي للخضوع لهذه العملية، وهي حالة تتضمن تآكل غضاريف المفصل ما يؤدي إلى احتكاك العظام فيما بينها. تنتشر هذه المشكلة بين كبار السن، لا سيما السيدات وخصوصًا مع زيادة الوزن وعدم ممارسة النشاط الرياضي لفترات طويلة.
- التهاب المفصل الروماتويدي: هو مرض مناعي يحفز الخلايا المناعية على مهاجمة أنسجة الركبة، مما يُسبب التهابًا مزمنًا قد يؤدي إلى تلف الغضاريف وتصلب الركبة والشعور بالألم.
- تشوهات مفصل الركبة: وهي مشكلة تُصيب الأشخاص الذين يعانون تقوس الساقين أو الركبتين تحديدًا وتؤدي إلى التحميل على المفصل بصورة خاطئة لفترات زمنية طويلة تؤدي إلى حدوث الخشونة، فجراحة تغيير المفصل تُساعد على استعادة الوضع الطبيعي للركبتين واستعدال التقوس.
- إصابات الركبة الشديدة: مثل كسر العظام أو تمزق الأربطة الذي قد ينجم عن الصدمات والحوادث الذي يؤدي إلى عدم ثبات مفصل الركبة وحدوث خشونة تدريجية مع الوقت.
- كثيرًا ما يبحث المرضى عن علاج خشونة الركبة بدون جراحة، وعلاج طقطقة الركبة عند السجود، إلا أن تلك الوسائل قد لا تكون فعالة للجميع، فبعض الحالات لا يمكن مساعدتهم سوى بالخضوع للجراحة
من هم الأشخاص المرشحون المثاليون لجراحة تغيير مفصل الركبة (استبدال سطح مفصل الركبة)؟
وفقًا لارآء أفضل دكتور خشونة الركبة، تُرشح الفئات التالية للخضوع لـ عملية تغيير مفصل الركبة:
- المرضى الذين يعانون الدرجات المتقدمة من خشونة الركبة وتشوهات مفصل الركبة.
- الحالات التي لم تستجب للعلاجات التحفظية مثل الأدوية المسكنة للألم أو حقن البلازما أو العلاج الطبيعي أو حقن الكورتيزون.
- المرضى الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة ولا يعانون أي أمراض تمنع إجراء العملية، مثل: تسمم الدم، والعدوى في الركبة، وأمراض الأوعية الدموية.
خطوات ما قبل عملية تغيير مفصل الركبة
يوضح الدكتور محمد أبو العطا وجود العديد من الخطوات الهامة التي تسبق تبديل مفصل الركبة، ومنها:
- خضوع المريض للعديد من الفحوصات مثل الفحص البدني، وبعض فحوصات الدم، والفحوصات التصويرية لمعرفة مدى تلف مفصل الركبة.
- معرفة التاريخ المرضي للمريض، ويجب إخبار الطبيب بكل الأمراض الأخرى التي يعانيها المريض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات النزيف.
- معرفة التاريخ الدوائي، إذ قد يتم ضبط جرعات بعض الأدوية قبل العملية.
- الامتناع عن التدخين لفترة يحددها الطبيب المختص، إذ تشير الدراسات المعنية في هذا الشأن إلى أن التدخين قد يؤثر بالسلب في نتائج العملية.
- عدم تناول أي أطعمة أو مشروبات قبل موعد العملية المُحدد بـ 6 ساعات على الأقل.
- التنسيق مع متخصص العلاج الطبيعي لتحديد مواعيد جلسات إعادة التأهيل بعد الخضوع للعملية.
خطوات عملية استبدال مفصل الركبة
تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير الكُلّي أو النصفي وفقًا لما يتم الاتفاق عليه بين المريض وطبيب التخدير، وفيما يلي خطواتها:
- يستلقي المريض على سرير العمليات، ويحصل على جرعة التخدير اللازمة.
- تُراقب المؤشرات الحيوية للمريض عن طريق توصيل بعض الأجهزة بجسمه، وقد تُستخدم القسطرة لتصريف البول في أثناء العملية.
- يُزيل الطبيب الشعر الكثيف الموجود حول منطقة الركبة (للرجال)، وينظف الموضع الجراحي بمحلول مطهر.
- يصنع الطبيب شق بطول الركبة ويتراوح ما بين 15 – 25 سنتيمترًا.
- يستخدم الطبيب أدوات جراحية خاصة لإزالة أجزاء المفصل التالفة -بعد تنحية عظمة الرضفة جانبًا- ثم يُركّب المفصل الصناعي الجديد ويثبته جيدًا، ثم يُحرّك ركبة المريض لتجربة المفصل الجديد قبل غلق الشق الجراحي.
- يُغلق الطبيب الشق الجراحي بالخيوط الجراحية، ويركب أنبوبًا لتصريف السوائل في موضع الجرح ثم يغطّيه بضمادة طبية.
ما بعد العملية الجراحية
يبقى المريض في المستشفى لمدة يوم أو أكثر لمراقبة مؤشراته الحيوية ومتابعة حالته الصحية والتأكد من نجاح العملية، ويُطلب منه البدء في الحركة كلما استطاع، ثم يبدأ دور العلاج الطبيعي فور الخروج من المستشفى لمساعدة المريض على استخدام المفصل الجديد، وتقليص مدة شفاء تمزق أربطة الركبة الذي حدث بفعل الإصابة.
ويُملي الطبيب على المريض بعض التعليمات بعد الجراحة فيما يتعلق بطريقة العناية بالجرح، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة مثل المضادات الحيوية ومسكنات الألم، وكيفية تحريك المفصل بعد العملية، وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة لتسهيل الحركة، والوقاية من أضرار عملية تغيير مفصل الركبة.
ويستغني المريض عن الأدوات المساعدة في الحركة مثل العكّازات بعد عملية تغيير مفصل الركبة في غضون 6 – 8 أسابيع تقريبًا، وتستغرق فترة الشفاء الكامل عدة شهور.
مضاعفات عملية تغيير مفصل الركبة
قد تصاحب جراحة تغيير مفصل الركبة بعض المضاعفات النادرة مثل:
- تصلب الركبة.
- العدوى في موضع الجرح.
- النزيف.
- تلف الأنسجة المحيطة مثل الأربطة أو الشرايين أو الأعصاب.
- حدوث جلطة في الأوردة العميقة.
- ألم في الركبة.
- كسر في العظام.
لذا نؤكد ضرورة اختيار طبيب ذي خبرة جيدة في إجراء عمليات تغيير مفصل الركبة والالتزام بتعليماته لتقليص فرص الإصابة بهذه المضاعفات.
وفي الختام، يؤكد الدكتور محمد أبو العطا ضرورة الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي بعد العملية، إذ تساعد على استعادة القدرة المشي مجددًا بصورة طبيعية.
إذا كنت بحاجة لحجز موعد للحصول على تشخيص دقيق لحالتك، يمكنك التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.