مفصل الكتف من المفاصل التي نعتمد عليها في أداء الكثير من الأنشطة اليومية، مثل رفع الأوزان والأمتعة، وممارسة الرياضة، وغيرها من الأمور التي تعتمد جميعًا على تحريك المفصل باستمرار، لذا تزداد احتمالية إصابة ذلك المفصل عن غيره من مفاصل الجسم الأخرى.
يمكن علاج بعض الحالات التي تعاني الإصابة بمفصل الكتف عن طريق الأدوية أو العلاج الطبيعي، والبعض الآخر يستدعي التدخل الجراحي بالمنظار للتخلص من الآثار السلبية للإصابة.
في السطور التالية نوضح متى نحتاج إلى التدخل الجراحي لعلاج مفصل الكتف، وخطوات إجراء عملية منظار الكتف، وأهم التعليمات التي يُشير إليها الأطباء للتعافي بعد إجراء الجراحة.
ما الحالات التي تحتاج إلى التدخل العاجل بالمنظار؟
ساعدت تقنية المنظار في علاج نسبة كبيرة من الحالات التي تعاني إصابة ما في مفصل الكتف، ومن أهمها:
- علاج حالات مفصل الكتف المتيبس.
- إصابات الملاعب وخلع المفصل.
- تمزق الأوتار والأربطة الموجودة حول المفصل.
- قطع غضروف المفصل.
- وجود كسور في منطقة الكتف.
قد تحدث الإصابات السابقة نتيجة التدخل البدني العنيف في أثناء ممارسة رياضة ما، أو جراء التعرض لحادث سير أسفر عن أضرار بالغة في المفصل.
تؤدي الإصابة على -اختلاف أسبابها- إلى شعور المُصاب بآلام شديدة في المفصل، يُصاحبها فقدان القدرة على تحريك الذراع المُصاب في الاتجاهات المختلفة ورفعه لأعلى، إلى أن يلجأ للطبيب المتخصص ويُجرى عملية منظار الكتف.
يمكنكم الاطلاع على المزيد حول طرق علاج تمزق وتر الكتف.
مزايا إجراء عملية منظار الكتف عن الجراحة التقليدية
ساعد التدخل بالمنظار في رفع نسب نجاح التدخلات الجراحية في الكتف، وذلك لإمكانية إجراء الجراحة عبر صنع عدة شقوق صغيرة فقط، عوضًا عن إجراء شق جراحي كبير في عضلات الكتف يحتاج إلى فترة طويلة للالتئام والتعافي.
الكاميرا الموجودة في نهاية المنظار الجراحي توفر للجراح رؤية واضحة لعظام وأنسجة المفصل.. من أربطة وأوتار وغضاريف، ومن ثم سهولة علاج المشكلات الموجودة بها دون خطأ.
الآثار الجانبية لإجراء عملية المنظار للكتف
بعد الخضوع لـ عملية منظار الكتف من الطبيعي أن يشعر المريض ببعض الأعراض والآثار الجانبية المزعجة، مثل:
- الشعور بالألم، والذي يزداد تدريجيًا بعد انتهاء وزوال تأثير المخدر الجراحي.
- تورم وانتفاخ المنطقة المحيطة بالجراحة لعدة أيام وحتى أسبوع بعد عملية منظار الكتف.
يمكن استخدام أكياس الثلج، أو وضع قماشة مبللة بالماء البارد حول مكان الجراحة للحد من الشعور بالألم والتخفيف من تورم الجلد والأنسجة.
قد يزيد الاستلقاء على الظهر من آلام بعض المرضى، لذا ننصحك بالنوم على جانبك الآخر أو النوم على كرسي مريح في الساعات التي تلي إجراء عملية منظار الكتف؛ لتجنب الشعور بالألم.
على الرغم من أن الخيوط الجراحية قابلة للامتصاص ولا تحتاج إلى إزالتها، ينبغي أن تعود إلى استشارة الطبيب في غضون 10 أيام من الجراحة لفحص الجرح والتأكد من أن الأمور تسير على خير ما يرام، ولا مشكلة تؤثر على نتائج الجراحة.
اقرأ أيضاً: علاج تمزق اربطة الكتف.
التعافي بعد عملية منظار الكتف
بعد الخضوع لـ عملية منظار الكتف سيسمح لك الطبيب بالقيام ببعض الأنشطة البسيطة، مع الامتناع عن ممارسة بعض الأنشطة الأخرى، خاصةً تلك التي تحتاج إلى بذل مجهود بدني زائد. وذلك عبر بروتوكول طبي متكامل يشرح لك الطبيب تفاصيله قبل مغادرتك المستشفى بعد الجراحة.
بروتوكول ما بعد عملية منظار الكتف
يتضمن البروتوكول الطبي بعد عملية منظار الكتف مجموعة من التعليمات التي ينبغي على المُصاب الالتزام بها بالكامل للحصول على أفضل نتيجة ممكنة من الجراحة، وتشمل:
- اتباع نظام غذائي صحي، يحتوي على القدر الذي يحتاج إليه الجسم من الفيتامينات والبروتينات والمعادن لمساعدة العضلات والأنسجة على الالتئام بعد الجراحة.
- الامتناع عن شرب الكحوليات والتدخين فترة ما بعد جراحة منظار الكتف، لما لهما من آثار سلبية على الدورة الدموية وإمداد الخلايا والأنسجة المحيطة بجرح العملية بالعناصر الغذائية اللازمة للتعافي والاستشفاء بعد الجراحة.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة والامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية خلال الأيام الأولى من الجراحة، والاكتفاء بممارسة رياضة المشي لعدة دقائق يوميًا لتحسين الدورة الدموية في الجسم.
- البدء بجلسات العلاج الطبيعي وبرنامج إعادة التأهيل لتحقيق نتائج ناجحة من الجراحة واستعادة القدرة على تحريك المفصل في الاتجاهات المختلفة من جديد.
- تأكد من الحفاظ على الضمادات الموجودة حول مكان الجراحة نظيفة وجافة واتركها في مكانها لمدة يومين على الأقل لمنع احتكاك الغزر بالملابس.
- يمكنك الاستحمام بعد ساعات من عملية منظار الكتف، ولكن تأكد من عدم وصول الماء إلى الشقوق الجراحية، وذلك لمدة تصل إلى 14 يومًا.
يُعد إجراء عملية منظار الكتف من التدخلات الجراحية البسيطة التي تمتاز بنسب نجاح مرتفعة، ولكن حتى يتسنى لكم ضمان نتائجها ننصحكم باللجوء إلى الدكتور محمد أبوالعطا -أستاذ جراحة العظام ومناظير المفاصل وإصابات الملاعب- الحاصل على البورد الأوروبي لجراحات العظام و الكسور لخبرته الكبيرة في هذا المجال.