كثيرون يبحثون عن إجابة قاطعة لسؤال يتكرر يوميًا في عيادات العظام، وهو “هل يمكن الشفاء من خشونة الركبة؟” البعض يسمع أن المرض مزمن لا علاج له، وآخرون يظنون أن العلاجات الحديثة تساعد على التخلص منه نهائيًا!
ولكن ما بين هذا وذاك توجد حقيقة أخرى تحتاج إلى فهم أعمق لطبيعة المرض وكيفية التعامل معه حتى تستعيد القدرة على ممارسة حياتك دونَ ألم مزمن، وذلك ما نتطرّق للحديث عنه خلال المقال التالي.
هل يمكن الشفاء من خشونة الركبة؟
يصعب الشفاء نهائيًا من المرض، لكن من الممكن تخفيف أعراض خشونة الركبة حتى تتحول إلى حالة مستقرة وغير معيقة للحياة.
ونسبة كبيرة من المرضى تستعيد القدرة على ممارسة الحياة اليومية بصورة شبه طبيعية، إذا التزموا بالخطة العلاجية المناسبة، وتجنّبوا العوامل التي تزيد من تآكل الغضاريف.
علاج خشونة الركبة
تُعالج خشونة الركبة من خلال عدّة وسائل، منها:
الأدوية
تهدف الأدوية إلى تخفيف الألم وتحسين القدرة على الحركة، وهي تشمل:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تساعد على تقليل الالتهاب وتهدئة الألم.
- الجلوكوزامين والكوندرويتين، وهما يعملان على حماية الغضروف من التدهور، ولكن فعاليتهما لا تزال محل جدل علمي.
- حَقن الركبة بمركبات، مثل حمض الهيالورونيك أو البلازما الغنية بالصفائح الدموية؛ لتقليل الاحتكاك ودعم المفصل.
العلاج الطبيعي
العلاج الطبيعي من وسائل علاج الخشونة الأساسية، إذ تساعد التمارين المُخصصة لتقوية عضلات الفخذ والساق على تخفيف الضغط على المفصل، ويعد ضعف هذه العضلات من أبرز أسباب خشونة الركبة عند النساء.
كذلك يعزز العلاج الطبيعي التوازن والمرونة واستقرار الركبة، ويقلل من فرص تفاقم الخشونة، وتشمل الجلسات العلاج اليدوي والعلاج الكهربائي.
وتساهم هذه الجلسات في تحسين الحالة بصورة مستمرة وتغيير مسار المرض للأفضل إذا التزام المريض بالبرنامج العلاجي بدقة.
الجراحة
تُعدّ الجراحة الخيار الأخير بعد فشل العلاجات الأخرى، وفي المراحل المتأخرة قد تُجرى جراحة استبدال جزئي أو كلي للمفصل، خاصةً إذا وصل الألم إلى حد يمنع المشي أو النوم.
وهناك أيضًا عمليات تنظير الركبة لتنظيف المفصل، لكنها لا تنجح دائمًا في تخفيف الأعراض.
وتحمل الجراحة نتائج جيدة في كثير من الحالات، فهي تُعيد القدرة على الحركة بصورة شبه كاملة، بشرط الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل فعّال بعدها.
أهم النصائح للحد من آلام خشونة الركبة
تتطلب خشونة الركبة الالتزام بنمط حياة خاص يشمل الآتي:
- إنقاص الوزن الزائد؛ لتخفيف الضغط على المفصل.
- تجنّب الوقوف الطويل أو صعود السلالم قدر الإمكان.
- استخدام دعامة الركبة إذا لزم الأمر.
- ارتداء أحذية مريحة تمتص الصدمات.
- أداء تمارين الإطالة وتقوية العضلات يوميًا.
- الراحة عند زيادة الألم، ولكن دونَ خمول تام.
- تجنّب الجلوس في وضعية القرفصاء أو ثني الركبة بالكامل.
الأسئلة الشائعة حول خشونة الركبة
بعد أن أجبنا عن سؤال “هل يمكن الشفاء من خشونة الركبة”، نقدم لكم الآن أبرز الأسئلة الشائعة التى تشغل بال المرضى حول هذا المرض.
هل هناك حالات شفيت من خشونة الركبة؟
كثير من المرضى تحسنت حالتهم بصورة ملحوظة بعد تلقي جلسات العلاج الطبيعي وتعديل نمط الحياة، فقد تلاشت الأعراض تمامًا لفترات طويلة دونَ الحاجة إلى تناول المسكنات أو تدخلات أخرى.
هل المشي مفيد لعلاج خشونة الركبة؟
نعم، المشي المعتدل يُعد مفيدًا إذا جرى ضمن حدود الألم، فهو يعمل على تنشيط الدورة الدموية ويقوي العضلات الداعمة للمفصل دونَ التسبب في تآكل إضافي للغضروف.
كيفية الجلوس لمن يعاني من خشونة الركبة
ينبغي الجلوس على كرسي متوسط الارتفاع مع فرد الركبة نسبيًا، وتجنّب ثنيها بزاوية حادة أو الجلوس على الأرض، للحد من الضغط على المفصل.
الخلاصة..
الإجابة عن سؤال “هل يمكن الشفاء من خشونة الركبة” تعتمد على مرحلة الخشونة التي تُعانيها ومدى التزامك بالعلاج ونمط حياتك المُتبع.
ورُغم أن الركبة لا تعود كما كانت، تتراجع الخشونة لدرجة تُنسيك الألم وتُمكنك من استئناف عملك براحة، فلا تنتظر تفاقم الأعراض وابدأ بالعلاج مع دكتور خشونة ركبة ذو خبرة، واسعَ نحو التعافي.