تشيع إصابات الركبة بين الرياضيين ولعل أشهرها إصابة الغضروف الهلالي، لذا نشيد بأهمية الحذر منها وعدم تجاهل أعراضها، حتى لا تتسبب في مضاعفات صحية أكثر خطورة يصعب التعامل معها وتؤثر سلبًا في مستقبلهم الرياضي.
وفي هذا الصدد، خصصنا مقالنا التالي للحديث عن أعراض تمزق الغضروف الهلالي والتصرف السليم فور ظهورها، تابعوا القراءة.
لِمَ الغضروف الهلالي الداخلي أكثر إصابات الركبة شيوعًا بين الرياضيين؟
يقع الغضروف الهلالي بين عظمتي الفخذ والقصبة على شكل حرف C، ويتكون من جزأين: داخلي وخارجي، وظيفتهما الأساسية امتصاص الصدمات والحفاظ على وضعية الركبة.
يُعد تمزق الغضروف الهلالي الداخلي ثاني أكثر إصابات الركبة انتشارًا بعد الرباط الصليبي وتحديدًا بين لاعبي كرة القدم والسلة والتنس، إذ يرتبط حدوثه بالتواء الركبة الشديد مع الحركات السريعة والمفاجئة والتي عادة ما تحدث كثيرًا عند الالتقاء مع الخصم في تلك الرياضات.
ملحوظة: قد تظهر أعراض إصابة الغضروف الهلالي الداخلي بصورة أكبر من الغضروف الخارجي، ويرجع ذلك إلى وجوده داخل كبسولة مفصل الركبة وقربه من الرباط الجانبي الداخلي لها، ما يحدُّ من حركته ويجعله أكثر عُرضة للإصابات، ونوضح فيما يلي أبرز الأعراض التي يشكوها الفرد فور تعرضه للإصابة.
أعراض تمزق الغضروف الهلالي .. سماع صوت طقطقة أولى العلامات
تنطوي أعراض تمزق الغضروف الهلالي على:
- سماع صوت طقطقة في الركبة فور التعرض للإصابة.
- ألم وتورم شديد في مفصل الركبة.
- صعوبة الحركة وعدم القدرة على فرد أو ثني الركبة.
وعادة ما تتفاوت أعراض قطع الغضروف الهلالي الداخلي في حدتها حسب درجة تمزقه، والتي تصنف إلى 3 درجات، ألا وهي:
الدرجة الأولى
وحينئذ يكون التمزق بسيطًا، ولا يتبعه أعراض واضحة، وكثيرًا ما يُكتشف بالصدفة في أثناء الخضوع لبعض الفحوصات الطبية.
الدرجة الثانية
في هذه الدرجة تظهر أعراض قطع الغضروف الهلالي بوضوح رغم عدم توغل القطع في الغضروف بدرجة كبيرة، وقد تمنع مصابيها عن القيام بمهامهم اليومية كالمعتاد.
الدرجة الثالثة
يُعد تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثالثة أشد الإصابات وطأة؛ إذ يحدث تمزق شديد في الغضروف قد يتسبب في انفصاله عن مكانه، ومن ثَمّ تكون الأعراض أكثر حدة.
إسعافات ضرورية فور ظهور أعراض تمزق الغضروف الهلالي
قد تتشابه أعراض تمزق الغضروف الهلالي مع تمزق الغضروف المفصلي للركبة؛ لذا في حال معاناة أيٍ من الأعراض التي أشرنا إليها ينبغي التوجه إلى الطبيب على الفور لتلقي الفحوصات اللازمة وتحديد خطة العلاج المناسبة بناءً عليها.
ولحين الذهاب إلى الطبيب، إليك أهم الإسعافات الأولية:
- الراحة التامة وتجنب اجهاد الركبة.
- رفع الركبة قليلًا لتصير أعلى من مستوى القلب باستخدام الوسائد لتقليل التورم.
- وضع كمادات الثلج على الركبة.
- تناول أدوية مسكنة -إذا لم يُحتمَل الألم- وننبه بعدم الإفراط في تناولها لما تسببه من قصور بوظائف الكلى وقرح في المعدة.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن خطة العلاج تتحدد بناءً على درجات تمزق الغضروف الهلالي، فقد تتضمن العلاج التحفظي أو التدخل الجراحي، ولعل العلاج الجراحي هو الأفضل للرياضيين، إذ يسهم في سرعة الشفاء وتقليل خطر الإصابة مرة أخرى.
أكثر الأسئلة رواجًا حول إصابة الغضروف الهلالي
نتناول فيما يلي عدد من الأسئلة الرائجة عن إصابة الغضروف الهلالي:
ما هو أفضل علاج لتمزق الغضروف الهلالي؟
أفضل علاج لتمزق الغضروف الهلالي يرجع إلى قرار الطبيب المعالج، والذي يحدده حسب:
- درجة التمزق.
- الأعراض التي يعانيها المصاب.
- مستوى النشاط البدني.
لذا احرص على استشارة طبيب خبير بإصابات الركبة تحديدًا للشفاء التام من تلك الإصابة.
هل المشي مضر لتمزق الغضروف الهلالي؟
لا يُعد المشي مضرًا لتمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الأولى بل يساعد على التئام القطع والحفاظ على مرونة الركبة، بينما في حالات القطع الشديدة قد يسبب المشي تفاقم الأعراض مما يجعلها تتطلب الراحة التامة.
هل يلتئم تمزق الغضروف الهلالي من تلقاء نفسه؟
نعم، يلتئم تمزق الغضروف الهلالي من تلقاء نفسه في الحالات البسيطة، بشرط اتباع كافة إرشادات الطبيب الموجهة.
كم يستمر ألم تمزق الغضروف الهلالي؟
يبلغ ألم تمزق الغضروف الهلالي ذروته خلال الساعات الأولى من الإصابة، وبعد ذلك يصف الطبيب الأدوية المسكنة لتخفيف الألم وتعزيز الالتئام، لذا لا يدوم الألم طويلًا ومن المتوقع التعافي من هذه الإصابة في غضون 3-6 أسابيع.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن أعراض تمزق الغضروف الهلالي، وإذا أردتم طلب الاستشارة الطبية الموثوقة فلا تترددوا في زيارة الدكتور محمد أبو العطا -أستاذ جراحات ومناظير الركبة والكتف وإصابات الملاعب في ألمانيا، وأستاذ جراحات العظام والمفاصل بمستشفيات كلية الطب جامعة المنصورة حاليًا- عبر حجز موعد من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أمامكم بالموقع الإلكتروني.
