قد يُلاحظ تقوس الساقين منذ الطفولة أو مع التقدم في العمر مُسببًا تغيرًا في طريقة المشي وألم في الكاحلين أو الركبتين.
ورُغم أن بعض الحالات تكون بسيطة وتُعالَج عبر الوسائل التحفظية، توجد حالات أخرى تحتاج إلى التدخل الجراحي من أجل تصحيح الانحراف وتحسين المظهر الجمالي للساقين.
ومن خلال مقالنا بعنوان “تجربتي مع عملية تقوس الساقين” نتناول معًا أهم المعلومات حول تلك الجراحة، بما في ذلك دواعي إجرائها ومُدة التعافي منها وفوائدها.
تجربتي مع عملية تقوس الساقين.. دواعي الإجراء
يلجأ الأطباء إلى علاج تقوس الساقين بالجراحة في بعض الحالات، من أهمها ما يلي:
مرض بلونت
قد يُصيب مرض بلونت الأطفال والمراهقين على حدٍ سواء، وهو يحدث نتيجة وجود خلل في صفائح النمو التي تقع في نهايات العظام والمسؤولة عن تحديد شكل وطول العظام خلال مرحلة البلوغ، وقد يُعاني الصغار ذلك المرض أيضًا بسبب زيادة الوزن أو المشي مُبكرًا.
الكُساح
تستخدم الجراحة في علاج الكساح (لين العظام) المتسبب في تقوس الساقين إذا استمر في التفاقم رُغم علاجه بالوسائل التحفظية المتمثلة في تناول الأدوية.
مُعاناة أعراض مُبرحة
قد ينجم عن تقوس الساقين الشديد غير المُعالج أعراضًا مزعجة تتضمن الشعور بالألم ومواجهة صعوبة في المشي.
تجربتي مع عملية تقوس الساقين.. خطوات الإجراء
يُصحح تقوس الساقين جراحيًا من خلال الإجراءات التالية:
توجيه نمو العظام
يُعدّ الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج التقوس لدى الأطفال، وخلاله يضع الطبيب شريحة معدنية صغيرة تعمل على منع نمو الجانب السليم من الساق مؤقتًا حتى ينمو الجانب الآخر ويستقيمان معًا.
وبمجرد استقامة الساق، يُزيل الطبيب الصفيحة المعدنية وتستمر مرحلة النمو على نحوٍ طبيعي.
تعديل العظام
يُلجأ إلى ذلك الإجراء في مرحلة البلوغ والدرجات الشديدة من التقوس، ويتضمن قطع العظام وإعادة تشكيلها حتى تستقيم الساقين.
وقد يضع الطبيب شريحة داخلية ومسامير لتثبيت العظام أو مثبت -إطار معدني- على الجانب الخارجي للساق.
وفي الحالات المتقدمة التي تتضمن تلف وتآكل مفصل الركبة لدى الكبار، قد يخضع المريض أيضًا إلى جراحة استبدال المفصل بآخر اصطناعي.
تجربتي مع عملية تقوس الساقين.. فترة التعافي
يصعب تحديد مدة التعافي بوقت معين لجميع المرضى، فهي تختلف تبعًا للإجراء الجراحي المُتبع وعمر المريض ومدى تأثير التقوس في حركته.
وعامةً، تستغرق مدة التعافي عدّة أشهر تقريبًا مع الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي التي تُحسن معدل الحركة بنسبة كبيرة.
فضلًا عن ذلك، يستطيع المرضى استئناف كل مهامهم الطبيعية دونَ عائق، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية والعودة للعمل خلال مدة تتراوح ما بين 6 و12 شهرًا.
تجربتي مع عملية تقوس الساقين.. فوائد الجراحة
نسبة نجاح عملية تقوس الساقين عالية للغاية وتوفر عددًا من الفوائد للمرضى يُلاحظونها جيدًا بعد انتهاء مدة التعافي، وأبرزها:
- حماية المفاصل من التلف على المدى الطويل والحد من الحاجة إلى الخضوع لجراحة الاستبدال.
- منع تفاقم درجات تقوس الساقين عند الكبار وتأثيرها في نمط حياتهم.
- تعزيز القدرة على الحركة والتخلص من الألم الناجم عن الضغط المفرط على مفصلي الركبة والكاحل.
تجربتي مع عملية تقوس الساقين.. تعليمات ما بعد الجراحة
تتطلب فترة التعافي الالتزام بعدد من التعليمات حتى يتجاوزها المريض بأمان دونَ التعرّض لمضاعفات الجراحة المحتملة، ومن أهمها:
- أخذ قسط كافٍ من الراحة واستخدام العكازات في أثناء المشي.
- ارتداء الجبيرة من أجل حماية العظام حتى تلتئم تمامًا.
- الالتزام بمواعيد جلسات العلاج الطبيعي المُحددة؛ من أجل استعادة الحركة وتعزيز مرونة مفصل الركبة.
- الذهاب إلى الطبيب بصفة دورية لمتابعة حالة العظام والتأكد من التئامها على نحوٍ سليم.
الأسئلة الرائجة حول علاج تقوس الساقين
استكمالًا لحديثنا بعنوان “تجربتي مع عملية تقوس الساقين” نُجيب عن بعض الأسئلة التي تتردد كثيرًا في أذهان المرضى وأولياء الأمور بشأن تلك الحالة:
كيف أعرف أن طفلي عنده تقوس في الساقين؟
يُمكن التعرّف إلى إصابة الطفل بالتقوس عندما يقف مستقيمًا وتتلامس قدميه معًا، بينما الركبتان تظل متباعدتان وكأنها تُشكل حرف “O”.
وقد لا يُلاحظ الآباء التقوس إذا كان بسيطًا، فهو لا يُسبب ألمًا أو تأثيرًا في القدرة على المشي أو الجري، ولكن يُمكن التأكد عبر إجراء اختبار تقوس الساقين على يد طبيب متمرس.
متى يُمكن علاج تقوس الساقين دونَ جراحة؟
يُمكن علاج درجات تقوس الساقين عند الأطفال دون جراحة إذا كانت بسيطة وناتجة عن بعض المشكلات الطبية، مثل الكساح الذي يحدث بسبب نقص عنصر الكالسيوم وفيتامين د.
ويُعالَج الكساح من خلال وصف بعض المكملات الغذائية الملائمة التي يُحددها الطبيب بجرعات خاصة ولمدة معينة بناءً على نتائج الفحوصات التشخيصية.
بينما البالغين، فغالبًا ما يخضعون للتدخل الجراحي لتصحيح اعوجاج الساقين، خاصةً إذا كان ناجمًا عن الإصابة بمرض بلونت.
وفي نهاية مقالنا الذي جاء بعنوان “تجربتي مع عملية تقوس الساقين“، نوّد التأكيد على ضرورة الخضوع للجراحة إذا أوصى بها الطبيب دونَ خوف أو تردد، فهي من الجراحات الفعّالة التي ساهمت في تحسين القدرة على المشي وحماية المفاصل من التلف.








