تعد خشونة المفاصل -وخاصة مفصل الركبة- أحد أكثر أنواع التهابات المفاصل شيوعًا، بل تعد اعراض الخشونة فى الركبة من أكثر ما يشكو منه كبار السن. وفي هذا المقال سنتعرف على خشونه الركبه اعراضها وأسبابها وتعريفها، وطرق العلاج المتعارف عليها.
ما هي خشونة الركبة؟
يوضح الدكتور محمد أبوالعطا أن خشونة المفاصل Osteoarthritis هي أحد الأمراض التنكسية التي تتطور ببطء، وهو مرض شائع عند كبار السن، ولكنه قد يصيب الأشخاص في أعمار متوسطة أيضًا نتيجة العديد من الأسباب التي سنذكرها لاحقًا.
ويشير الدكتور محمد أبو العطا إلى وجود خطأ شائع سابقًا في تحديد أسباب ظهور اعراض الخشونة فى الركبة، ألا وهو الالتهاب بصورة مباشرة، ولكن مؤخرًا ثبت أن تآكل في سطح المفصل هو الذي يؤدي إلى حدوث الالتهاب.
كيف تحدث خشونة الركبة؟
كي نفهم كيفية الإصابة بالخشونة، ينبغي التعرف أولًا على تكوين المفاصل بصفة عامة، بما فيها مفصل الركبة بالطبع.
أولًا يقع المفصل بين أي عظمتين من عظام الجسم -وبالنسبة لمفصل الركبة فيقع بين عظمة الفخذ وعظمة الساق-، ويكسو الغضروف سطح المفصل ليمنع احتكاك العظام بعضها ببعض، ويُبطّن بالغشاء الزلالي الذي يكوّن حجرة مغلقة مع الغضروف تحتوي على السائل الزلالي (سائل يسهّل حركة المفاصل ويعجلها انسيابية).
يتكون الغشاء الزلالي من أوعية دموية وليمفاوية وأنواع معينة من الخلايا تتضمن خلايا لإفراز السائل الزلالي، وخلايا لامتصاص الإفرازات التي تنتج من الاحتكاكات المستمرة.
ومع حدوث تآكل في هذه الأنسجة، تزداد الاحتكاكات، ما يؤدي إلى حدوث خشونة في سطح المفصل، ويترتب عليه احتكاك العظام نفسها مع بعضها البعض، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التهاب يتسبب في شعور المريض بالألم بدرجات متفاوتة حسب شدة هذا الالتهاب.
اقرأ أيضاً: أسباب خشونة الركبة عند النساء.
عوامل الخطر المؤدية للإصابة بخشونة الركبة
تعددت الدراسات محاولة الوصول إلى عوامل الخطر المؤدية لحدوث تآكل في المفصل والإصابة بالخشونة وظهور اعراض الخشونة فى الركبة، وتوصلت إلى وجود عدة عوامل للخطر متضمنة ما يلي:
- التقدم في العمر: فكلما تقدمنا في العمر، ومع استهلاك الغضروف، يؤدي ذلك إلى تآكل المفصل وحدوث خشونة، ولكن يختلف ذلك بين مريض وآخر، فليس هناك سن محدد يتلف فيه الغضروف مثلًا.
- الالتهابات الناجمة عن الاحتكاكات، أو الناجمة عن بعض أمراض المفاصل الأخرى، إذ تؤدي الالتهابات إلى زيادة تآكل المفصل، مما يترتب عليه حدوث الخشونة مع الوقت.
- إصابات المفاصل مثل التعرض للحوادث والكسور.
- الأعمال الشاقة وإجهاد المفصل بصفة مستمرة.
- زيادة الوزن الذي يشكّل حملًا إضافيًا على الركبتين.
- أمراض مثل السكري وارتفاع مستويات الدهون في الدم.
- التاريخ المرضي العائلي من الإصابة بخشونة الركبة.
- تشوهات المفاصل والعظام.
- ضعف في العضلات والأربطة المحيطة بالمفصل.
اعراض الخشونة فى الركبة
يوضح الدكتور محمد أبوالعطا أن مشكلة الخشونة تعد من المشكلات الرئيسية التي يواجهها الأطباء بصورة يومية في العيادات، وتجد المرضى يشتكون من اعراض الخشونة فى الركبة مثل ما يلي:
- التصلب، ويعني عدم القدرة على تحريك المفصل، وخصوصًا بعد فترة راحة طويلة أو عند الاستيقاظ من النوم صباحًا.
- الشعور بالألم في أثناء استخدام المفصل أو بعد الانتهاء من نشاط معين يستلزم استخدام المفصل، مثل المشي، أو حتى في نهاية اليوم بسبب الإجهاد الذي تعرّض له المفصل.
- الحد من المدى الحركي للمفصل.
- صوت طقطقة المفصل مع الحركة.
- ضعف العضلات حول المفصل.
- تورم حول المفصل.
خشونة الركبة بعد عملية الرباط الصليبي
توضح الدراسات ارتفاع احتمالية إصابة الأشخاص الذين خضعوا لعملية الرباط الصليبي بخشونة الركبة بعد مرور عدة سنوات، ويعد سبب الخشونة غير معلوم بصورة كاملة، ولكن يُجزم البعض بأنه يرجع إلى حدوث تلف في الغضاريف وحدوث تغيرات في ميكانيكية حركة الركبة بعد الإصابة والعملية، وعدم استعادتها لقدرتها الحركية الطبيعية بنسبة 100%.
كيفية علاج خشونة الركبة
يهدف علاج خشونة الركبة إلى الحد من الشعور بالألم، وتحسين حركة المفصل، وبالتالي رفع جودة حياة المريض، وتتضمن الطرق العلاجية ما يلي:
- تغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، وممارسة التمارين الرياضية بصفة مستمرة.
- تمارين العلاج الطبيعي، وذلك بالمتابعة مع الأطباء المتخصصين.
- الأدوية والكريمات المسكنة للألم والمضادة للالتهابات، مثل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية، والأدوية الباسطة للعضلات.
- حقن حمض الهيالورونيك (حقن الزيت) في المفصل، والتي قد أثبتت كفاءتها في التقليل من الاحتكاكات في المفصل، ولكن لم ييثبت علميًا استمرارها لمدد طويلة.
- حقن الكورتيزون، وتعد من أفضل أنواع الحقن لتسكين الألم، ولكن توجد مخاوف من استخدامها لاحتمالية تسببها في حدوث التهابات فيما بعد، وخاصة للمرضى المحتمل خضوعهم لجراحة استبدال المفصل.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح، حيث تُسحب عينة من دم المريض، ثم تخضع لعملية معينة لفصل مكونات الدم عن بعضها البعض، وبعد ذلك يُعاد حقن البلازما مجددًا في المفصل المستهدف، إذ تحتوي الصفائح على عوامل نمو تحفّز نمو غضروف سطح المفصل والحد من الالتهاب، ولكن تبدأ نتائجها في الظهور بعد مرور ما بين شهرين إلى سنة من الحقن.
- حقن التردد الحراري، حيث يتم تخدير الأعصاب المحيطة بالركبة للحد من الشعور بالألم.
- عملية استبدال مفصل الركبة، وتعد الحل الجراحي الأخير بعد فشل كافة طرق علاج خشونة الركبة بدون جراحة، وهي باختصار عبارة عن إزالة الجزء المتضرر من مفصل الركبة واستبداله بمفصل صناعي مصنوع من مواد معينة لا تتفاعل مع الجسم.
وفي الختام، ينصح الدكتور محمد أبوالعطا بعدم تجاهل آلام الركبة، وزيارة الطبيب للحصول على الاستشارة وتحديد العلاج الأمثل للخشونة بناءًا على درجتها وحالة المريض الصحية وعمره.