قد يستيقظ البعض ليجدوا أنّ ركبتهم ترفض الانحناء، أو أنّ الحركة الطبيعية للركبة صارت عسيرة أو مؤلمة.
تصلب الركبة وعدم ثنيها ليس مجرّد إزعاج عابر، بل إشارة صريحة إلى خلل داخلي يتطلّب فهمًا دقيقًا ومتابعة واعية، وهذا العرض الذي يُهمَل أحيانًا بدعوى التعب أو الإرهاق قد يخفي وراءه مشكلات بنيوية أو التهابية لا تُحلّ بالتجاهل أو الراحة القصيرة.
علام يدل تصلب الركبة وعدم ثنيها؟
يدل تصلب الركبة وعدم ثنيها على وجود مشكلة في أحد أجزاء مفصل الركبة، مثل الغضاريف، أو الأربطة، أو العضلات المحيطة، أو حتى العظام نفسها.
في بعض الحالات، يشير التصلب إلى وجود التهاب نشط داخل المفصل، أو ارتشاح في السائل المفصلي، أو حتى تليفات تحدّ من مرونة الأنسجة، ولا يُعَدّ التصلب عرضًا مستقلًا، بل نتيجة نهائية لعملية مستمرة تحدث داخل المفصل، وتتطلب فهمًا للعوامل المسببة لها.
إليك أسباب تصلب الركبة عند الرياضيين
أسباب تصلب الركبة وعدم ثنيها
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تصلب الركبة وعدم ثنيها. من أبرز هذه الأسباب:
- التهاب المفصل العظمي: يؤدي تآكل الغضاريف إلى احتكاك العظام داخل المفصل، ما يسبب تصلبًا وألمًا عند الحركة.
- الإصابات: بعد السقوط أو تلقي ضربة مباشرة على الركبة، قد يحدث تورم داخلي أو تمزق في الأربطة يؤدي إلى تصلب مفاجئ.
- التيبّس الليفي: بعد الجراحة أو قلة الحركة لفترات طويلة، يحدث تليف في الأنسجة المحيطة بالمفصل، ما يقلل من مرونته.
- النقرس أو الروماتويد: وهي أمراض مناعية تسبب التهابات مزمنة داخل المفصل تؤثر بصورة مباشرة في حركة الركبة.
- الانزلاق الغضروفي القطني: في بعض الحالات، تؤدي مشكلات أسفل الظهر إلى تأثر الأعصاب التي تتحكم في عضلات الفخذ والركبة.
تشخيص تصلب الركبة وعدم ثنيها
لا يمكن تحديد سبب تصلب الركبة وعدم ثنيها من خلال الأعراض فقط، فمن الضروري زيارة طبيب متخصص لتشخيص الحالة بدقة.
يحتاج الطبيب إلى تقييم سريري دقيق يشمل فحص حركة المفصل، وتحسس التورم، واختبار مدى الألم المصاحب للحركة، بعد ذلك تُستخدم الأشعة السينية للكشف عن التآكلات أو الكسور، بينما يُظهر الرنين المغناطيسي التفاصيل الدقيقة للأربطة والغضاريف، وفي بعض الحالات، تُطلب تحاليل الدم لاستبعاد الأمراض الروماتيزمية أو الالتهابات البكتيرية.
علاج تصلب الركبة وعدم ثنيها
يعتمد علاج تصلب الركبة وعدم ثنيها على السبب المباشر للمشكلة، فعند وجود التهاب يُعطى المريض أدوية مضادة للالتهاب ويُنصح بالراحة وتبريد المنطقة.
أما إذا كان السبب تمزقًا في الأربطة أو مشكلات بالغضروف، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا أو علاجًا طبيعيًا مكثفًا، وفي حالات التيبس بعد العمليات أو الجلوس الطويل، تلعب التمارين التأهيلية دورًا محوريًا في استعادة المدى الحركي.
في جميع الحالات، لا يمكن أن يقتصر العلاج على الدواء فقط، بل دائمًا ما يشمل تغييرات في نمط الحياة مثل تخفيف الوزن وتحسين طريقة الجلوس، واستخدام أدوات داعمة للحركة في بعض الاحيان.
هل تصلب الركبة وعدم ثنيها يزول من تلقاء نفسه؟
في بعض الحالات البسيطة الناتجة عن الإجهاد المؤقت أو الوقوف المطوّل، قد يزول التصلب خلال أيام قليلة، لكن إذا استمر التصلب لأكثر من أسبوع، أو صاحبه ألم أو تورم، فذلك يُعدّ مؤشّرًا يستدعي التدخل الطبي، إذ إن تجاهل الحالة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وربما تدهور دائم في وظيفة المفصل.
الخلاصة،
تصلب الركبة وعدم ثنيها لا يُعَدّ تفصيلًا صغيرًا في يومك، بل إنذار بوجود خلل داخلي يستحق المتابعة والعلاج، ويؤدي تجاهله إلى تعريض المفصل لمزيد من التلف، وتأخير الحلول البسيطة إلى حين تصبح معقدة.
تعرف على المزيد من المواضيع: