قد تتعرض إلى تمزق في الغضروف الهلالي في الركبة وتعاني على إثره آلامًا شديدة تمنعك من الحركة والذهاب إلى العمل، بينما يروي لك أحد أصدقائك أنه اكتشف إصابته بنفس التمزق بمحض الصدفة في أثناء إجرائه لبعض الفحوصات التصويرية، ترى ما السر وراء اختلاف الأعراض بينكما؟! إنها درجات تمزق الغضروف الهلالي المختلفة، دعونا نتحدث عن الفرق بينها تفصيلًا في فقرات هذا المقال مشيرين إلى أهميتها في تحديد العلاج الأنسب لكل مصاب.
درجات تمزق الغضروف الهلالي
تظهر درجات تمزق الغضروف الهلالي المختلفة عادة عند تصوير الركبة بالرنين المغناطيسي، لتنطوي كل درجة على الخصائص الآتية:
تمزق بسيط من الدرجة الأولى
يظهر هذا التمزق عادةً في الطبقة الخارجية فقط من الغضروف، فلا يمتد لسطح الغضروف ولا يسبب أعراضًا واضحة لدى معظم المصابين، وإن ظهرت بعض الأعراض فتقتصر على انزعاج بسيط عند القيام بأنشطة بدنية شاقة، لذلك يُعد التمزق من الدرجة الأولى أبسطها من حيث الأعراض والعلاج أيضًا.
تمزق متوسط من الدرجة الثانية
يمتد التمزق في الدرجة الثانية من الجزء الخارجي للغضروف إلى طبقاته العميقة، ولكنه لا يفصله بالكامل، وتكون الأعراض الناتجة عنها أكثر شدة مقارنة بالدرجة الأولى، فتشتد آلام الركبة وقد يصاحبها تورم وتيبس بسيط، ولكن الجيد في الأمر هو استقرار الركبة في مكانها.
تمزق الغضروف الهلالي من الدرجة الثالثة
يمتد التمزق في الدرجة الثالثة عبر جميع طبقات الغضروف ليقسمه بذلك إلى جزئين منفصلين، وتُعد هذه الدرجة من أشد الدرجات من حيث الأعراض، إذ يعاني المريض خلالها آلامًا وتورمًا شديدًا في الركبة، إضافة إلى تيبسها وعدم القدرة على ثنيها عند الحركة.
تستدعي كل درجة من درجات تمزق الغضروف الهلالي خطة علاجية مختلفة، لمداواة الأعراض وتحفيز الغضروف على الالتئام من تلقاء نفسه أو إعداده جيدًا للتدخل الجراحي لإصلاحه، وفيما يلي نتناول خيارات العلاج حسب كل درجة.
تعرف على ما سبب تورم الرجل بعد عملية تغيير مفصل الركبة؟
العلاج التحفظي فعال لمداواة الدرجة الأولى والثانية
نظرًا إلى أن الغرض من علاج الدرجات الأولى والثانية هي تخفيف الأعراض وتحفيز الغضروف على الالتئام، وُجد أن العلاج التحفظي فعال للغاية في تحقيق هذا الغرض، إذ تنطوي أساليبه على ما يلي:
- وصف أدوية مضادة للالتهاب ومسكنات للألم للحد من الأعراض.
- التوصية بوضع كمادات باردة على الركبة المصابة لتخفيف التورم والألم.
- تجنب الوقوف فترات طويلة والتحميل على الغضروف المصاب، ورفع الساق على وسادة عند الجلوس لتخفيف الضغط عن الغضروف، ومساعدته على الالتئام.
- الذهاب إلى مركز متخصص في العلاج الطبيعي والخضوع لبعض الجلسات، التي تقوي عضلات الركبة وتخفف الضغط عن الغضروف حسب توصيات الطبيب.
التدخل الجراحي أساسي لعلاج الدرجة الثالثة
عندما تنفصل أجزاء الغضروف عن بعضها فلا سبيل لإصلاحها سوى بالتدخل الجراحي وخياراته المختلفة التي تشمل ما يلي:
- خياطة الغضروف المتمزق بالمنظار، خاصة في حالات القطع الحديث الذي لم يمر عليه أكثر من 10 أيام أو حالات القطع في الجزء الخارجي من الغضروف، فهو قادر على الالتئام بكفاءة لأنه غني بالإمداد الدموي.
- استئصال الأجزاء التالفة من الغضروف بالمنظار وإعادة هيكلته، وذلك في الإصابات التي مر عليها عدة أشهر، وعادة ما يكون القطع في أجزاء الغضروف الداخلية أو في أكثر من جزء بالغضروف.
علاوة على ذلك، قد يلجأ الأطباء لعلاج درجات تمزق الغضروف الهلالي البسيطة بالتدخل الجراحي، إذا فشلت أساليب العلاج التحفظي في مداواة آلامهم، وقد تأثرت حياتهم اليومية ومستوى نشاطهم بسبب هذه الإصابة.
وفي النهاية نستنتج أن إصابة غضروف الركبة مهما بلغت شدتها فهي قابلة للعلاج والشفاء التام، بشرط الاستعانة بجراج عظام خبير في إصابات الغضروف الهلالي وعلاجها بأحدث التقنيات مثل المنظار.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن عمليات إصلاح الغضروف الهلالي وفترة التعافي منها والنتائج المتوقعة من حيث تحسن الحركة واختفاء الألم من خلال استشارة الدكتور محمد أبو العطا -أستاذ جراحات ومناظير الركبة والكتف واصابات الملاعب في ألمانيا-
لحجز موعد تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تابع معرفة المزيد من المواضيع حول: